الاتكال على الرب
( رجل الله يتكلم مع امصيا ملك يهوذا - الصوره نقلا عن موقع الانبا تكلا)
"إِنَّ الرَّبَّ قَادِرٌ أَنْ يُعْطِيَكَ أَكْثَرَ مِنْ هذِهِ". (2أخ ٢٥ : ٩)
وردت هذه الايه ضمن الأحداث التى دارت فى حياة امصيا ملك يهوذا
لقد تولى امصيا سدة الحكم وهو فى عمر ٢٥ عاما عقب أحداث اغتيال والده الملك يوآش وبعد سيطرته على زمام أمور الحكم
قام بتجهيز جيش من رؤساء الوف وقوات سبطي يهوذا وبنيامين (مملكة يهوذا - مملكة الجنوب) بلغ عدده ثلاثمائة ألف محارب واستأجر مائة ألف محارب جبار بأس من مملكة اسرائيل (المملكه الشماليه) بمبلغ مائة وزنه لمحاربة الاعداء واخضاعهم
الا انه جاء إليه رجل الله (لم يذكر الكتاب اسمه) وقال له
"أَيُّهَا الْمَلِكُ، لاَ يَأْتِي مَعَكَ جَيْشُ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ لَيْسَ مَعَ إِسْرَائِيلَ، مَعَ كُلِّ بَنِي أَفْرَايم.وَإِنْ ذَهَبْتَ أَنْتَ فَاعْمَلْ وَتَشَدَّدْ لِلْقِتَالِ، لأَنَّ اللهَ يُسْقِطُكَ أَمَامَ الْعَدُوِّ، لأَنَّ عِنْدَ اللهِ قُوَّةً لِلْمُسَاعَدَةِ وَلِلإِسْقَاطِ". (2أخ ٢٥ :٧- ٨)
فَقَالَ أَمَصْيَا لِرَجُلِ اللهِ: "فَمَاذَا يُعْمَلُ لأَجْلِ الْمِئَةِ الْوَزْنَةِ الَّتِي أَعْطَيْتُهَا لِغُزَاةِ إِسْرَائِيلَ؟" فَقَالَ رَجُلُ اللهِ: "إِنَّ الرَّبَّ قَادِرٌ أَنْ يُعْطِيَكَ أَكْثَرَ مِنْ هذِهِ". (2أخ ٢٥ : ٩)
وبنعمة المسيح وإرشاد روحه القدس نجد عدة دروس هامه فى كلام رجل الله للملك امصيا تعيننا فى رحلة غربتنا فى الحياه لعل أهمها الاتى:-:
اولا: الله هو الذى يعطينا النصره كما ورد بسفر زكريا النبى من رسالة الله الى زربابل ("هذِهِ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ قَائِلاً: لاَ بِالْقُدْرَةِ وَلاَ بِالْقُوَّةِ، بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ.) (زك ٤ : ٦)
لأنه وان كان يجب علينا أن نجاهد برهانا على إيماننا ومحبتنا لله الذى اعطانا حرية الاراده الا اننا يجب ان ندرك ان جهادنا من خلال النعمه والقوه والمعونه النى اعطاها لنا الله
ورب المجد يسوع المسيح وضح لنا ذلك وقال بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا
وقد ورد فى بستان الرهبان عن الانبا انطونيوس اب الرهبان انه عند تضافر الشياطين عليه لمحاربته كان يصرخ الى الله طالبا المعونه قائلا انا اضعف من اصغركم فكانت الشياطين عندما تسمع ذلك تفر هاربه
ويعلمنا الكتاب انه (ملعون من يتكل على ذراع بشر)
ولنا فى ذلك رجاء فى رحلة جهادنا على الارض لاننا نؤمن ان الله يعضدد ضعفنا ليعطينا الغلبه والنصره كقول القديس بولس الرسول (وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. ) (1كو ١٥ : ٥٧)
والقديس يوحنا الحبيب الرسول يعلمنا ذلك فى رسالته الاولى ويقول (لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا.)(1يو ٥ : ٤)
لان ايماننا بالهنا الحى رب المجد يسوع المسيح هو مصدر قوتنا وغلبتنا
ونحن نعلم جميعا ان الحرب هيا للرب ويكفى ان نحتمى به لننال الغلبه
وعندما طارد فرعون مصر وهو احد رموز مملكة الشر بالكتاب المقدس بمركباته شعب بنى اسرائيل وادركهم بالقرب من البحر الاحمر
صرخ بنى اسرائيل واستغاثوا بالرب وهنا قال لهم موسى النبى ("لاَ تَخَافُوا. قِفُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ الَّذِي يَصْنَعُهُ لَكُمُ الْيَوْمَ...الرَّبُّ يُقَاتِلُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ تَصْمُتُونَ". (خر ١٤ : ١٣-١٤)
وايضا فى ذلك يقول المرنم فى سفر المزامير (لأَنَّكَ كُنْتَ مَلْجَأً لِي، بُرْجَ قُوَّةٍ مِنْ وَجْهِ الْعَدُوِّ.) (مز ٦١ : ٣)
والحكيم فى سفر الامثال يقول (اِسْمُ الرَّبِّ بُرْجٌ حَصِينٌ، يَرْكُضُ إِلَيْهِ الصِّدِّيقُ وَيَتَمَنَّعُ. ) (أم ١٨ : ١٠)
ولقد كان للمتنيح القديس البابا كيرلس السادس مقوله رائعه دوما نكررها (لايوجد شئ تحت السماء يقدر ان يكدرنى او يزعجنى لانى محتمى فى ذلك الحصن الحصين داخل الملجأ الامين وحائز على ينبوع من التعزيه)
هل رايت يا اخى الحبيب
ان بركات ينبوع التعزيه تنسكب داخلك وانت فى الحصن المنيع الذى هو رب المجد يسوع المسيح بالرغم من ضراوة الحرب والضيقات بالخارج
والثلاثة فتيه القديسين تلامسوا مع الرابع شبيه ابن الاله فى وسط الاتون الذى تحول الى ندى
ثانيا: الله قادر ان يعوضنا بشرط ان نكون امناء له لان الهنا هو اله التعويضات من اجل ذلك قال رجل الله للملك امصيا ان الرب قادر ان يعطيك اكثر من هذه
ونتخلى عن كل محبة للذات او محبة للمال او محبة للرئاسة والمناصب او اى عائق يعطل ان ننمو فى المسيح
وننزع عنا بنعمة الله كل شهوات الزمان الحاضر
وفى كل حين ناظرين نحو الهدف رئيس الايمان ومكمله الرب يسوع المسيح الذى فدانا بدمه الثمين المسفوك على عود الصليب واعطانا خدمة المصالحه
ونثق بالايمان ان كل ترك للعالم وتسليم لمشيئة الله سوف يقابله عطايا ونعم الهيه
وان نقدم بأنفسنا الفقد لكل لذه ارضيه ولانرضى ذواتنا فى سبيل الهدف الاسمى واللؤلؤه الواحده الكثيرة الثمن
تعليقات
إرسال تعليق